RSS

حديثاً في فلسطين.. عمليات تطويل الأطراف تصل إلى 10 سنتمترات

10 جوان


هبة لاما/خاص/PNN- منذ ثمانية أشهر فقط وكخطوة هي الأولى من نوعها، شهدت الضفة الغربية أول عملية إعادة بناء وترميم للعظام في مستشفى الاتحاد في نابلس بواسطة جهاز “الأيليزاروف” المخصص لمعالجة العظام التي تعاني من إصابات سابقة أدت إلى فقدان عظمي أو التهاب جرثومي أو تشوهات معينة كالانحناء والقصر وعدم الالتئام، والاشكاليات العظمية الأخرى التي يعد حلها صعباً جداً بواسطة العمليات الاعتيادية.

وبالرغم من أن هذه العمليات تتفرع إلى جانبين؛ تجميلي وآخر وظيفي إلا أن د. خليل عيسى أخصائي العظام يؤكد أن آخرَ همّ المستشفى هو الاضطلاع بالعمليات التجميلية وأن مرضى العمليات الوظيفية يعطَوْا عادةً الأولوية في مثل هذه الحالات التي تشمل الإعاقة الحركية الناجمة عن مرض ما أو تغير خلقي أو إصابة أدت إلى كون طرف أقصر من الطرف الآخر مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة وخلل وظيفي.

التقويم وإعادة البناء والترميم تقوم -بحسب د. خليل- على عملية تثبيت العظم من الداخل من كلا طرفيه بواسطة قطعة معدنية مثبتة تصل بين العظم من الداخل والجهاز من الخارج والذي يتشكل من حلقات تكون محاطة بالساق أو العضو المراد تطويله، وبارزة بحيث يراها ويتحكم فيها المريض والطبيب على حد سواء.

ويتم فصل العظم عن بعضه البعض لمسافة معينة يُسمح فيها للعظم بإعادة النمو مشكلاً عظماً جديداً يبدأ بملىء الفراغ المتروك، وتتكرر العملية بحيث يتم إعادة إبعاد العظم بواسطة التحكم به من الخارج حتى يتم الوصول للطول والمسافة المرجوة، مما قد يستغرق وقتاً وجهداً كبيرين حتى يحصل المريض والطبيب على النتائج المرضية؛ إذ يؤكد د. خليل أن كل سنتمترٍ واحد بحاجة إلى عشرة أيام تطويل وعشرين يوماً من التثبيت وبالتالي فإننا بحاجة إلى ثلثمائة يوم حتى يتم الحصول على عشرة سنتمترات من الطول وهي أقصى مسافة يمكن الحصول عليها.

ويتم -بحسب د. خليل- إزالة الجهاز من ساق المريض حين تنتهي المدة الزمنية المحددة لكن ذلك لا يقيّده بالضرورة في السرير أو في المنزل لأنه يستطيع الحركة بشكل اعتيادي والذهاب للمكان الذي يريده، وبمرافقة العناية اللازمة والتنظيف المستمر للجهاز يحظى المريض بصحة جيدة دون أي مضاعفات تذكر أو أوجاع كبيرة.

وخلال هذه الثمانية أشهر أنجز المستشفى ثلاثة عشر عملية ترميم للعظام بواسطة جهاز “الأيليزاروف”، شارفت سبع عمليات منها على النهاية بنجاح والحصول على الطول والنتائج المتوقعة وسيقوم المستشفى قريباً بقيام ست عمليات تطويل أخرى بحسب ما يؤكد د خليل.

إحدى هؤلاء المرضى الذين حَظِيوا بفرصة ترميم عظامهم هي إبنة الخامسة عشرة من العمر، خلود جبر، التي كانت تعاني من تشوهات وقصر في قدمها اليسرى مما كان يسبب لها الكثير من الإحراج، بحيث كانت تتعرض للانتقادات والتعليقات الخارجية بسبب مشيتها المترنحة وعدم استقامةِ ساقيها؛ فخسمة سنتمترات من الفرق بين كل قدم جعلت خلود عدم قادرة على الثبات بطريقة سليمة والمشي بطريقة اعتيادية.

لهذا فقد قرر أهل خلود عقب سماعهم عن هذه العمليات إجراء واحدة لابنتهم؛ إذ تؤكد الوالدة أن هذا القرار كان الأسلم بالنسبة لابنتهم لأن ما كانت تعاني منه خلود قد يتسبب فيما بعد بمشاكل في العمود الفقري والظهر بسبب عدم استقامة المشي.

بدورها تشير خلود بفرح إلى مدى أهمية هذه الخطوة في حياتها فتقول: “توقفت جميع التعليقات التي كنت أتعرض لها، ولم أعد أشعر بالاحراج بسبب مشيتي غير المستقيمة؛ فأنا الآن بدأت بالتعافي بعد إزالة الجهاز الذي وضعناه في تشرين أول الماضي، ولم يعد لدي أي مشاكل البتة، وأرجو أن أستطيع أن أمشي بشكل طبيعي خلال شهر من الآن وهذا ما وعدنا به الطبيب”.

خلود ليست الوحيدة التي خضعت لهذه العمليات وإنما هناك العديد من الأشخاص الذين كانوا يعانون من تشوهات عظمية وغيرها تسببت لهم بالإحراج وعدم الحركة السليمة، وبالرغم من أن هذه العمليات كانت متوفرة داخل الخط الأخضر وفي الدول العربية الأخرى إلا أن البدء بتنفيذها في الضفة الغربية وتحديداً في نابلس سهل على المواطنين الكثير من الجهد والوقت والمال أملاً في المزيد من التطور على الصعيد الصحي والجراحي.

 
تعليق واحد

Posted by في جوان 10, 2010 بوصة منوعات, محليات فلسطينية

 

1 responses to “حديثاً في فلسطين.. عمليات تطويل الأطراف تصل إلى 10 سنتمترات

  1. طبيب

    جويلية 19, 2010 at 12:12 م

    الدكتور نضال المغني قام بتطويل ساق فتاة 11سم مع تعديل وتقويم الساق في مستشفى الشفاء بغزة بواسطة جهاز اليزاروف

     

أضف تعليق