RSS

برنامج النكات LOL يثير جدلاً بين الفلسطينيين لكنه برغم ذلك يحصد مشاهدات عالية

19 ماي


هبة لاما وأسامة عواد/خاص/PNN- يبدو أن الشعب العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص قد ملّ مشاهدة نشرات الأخبار التي تتناول الأحداث ذاتها والخطاب السياسي ذاته، بالشعارات الرنانة والجمل المتشابهة والأزمات الخانقة والمآسي وأرقام الشهداء والمدن المحاصرة، واتجه نحو متابعة البرامج الترفيهية التي تنسيه وجعه وتعمل على تخديره وإلهائه عما يدور حوله من ويلات ومصائب.

وهكذا بدأت تلك البرامج الفارغة من أي مضمون سياسي تتتابع على فضائياتنا العربية، وبدأ الجمهور ينجرف يوماً بعد آخر نحو متابعتها والتعلق بها، وذاع صيتها في كل أرجاء المعمورة حتى باتت أشهر من نار على علم، ليس لشيء إلا لأنها تعمل على كسر النظام التقليدي لحياة المواطن العربي الذي لا يشاهد إلا المآسي ولا يسمع إلا عن الاستشهاد وهدم البيوت والاعتقال والأخبار المحلية المضجرة بتشابهها وقلة حيلتها وعدم فاعليتها.

ومن هنا، ومن داعي التغيير انتشر ما يسمى ب”تلفزيون الواقع” بجميع أشكاله وأنواعه مثل برامج “ستار أكاديمي” و”قسمة ونصيب” و”الخاسر الأكبر” وغيرها من البرامج التي لا تعد ولا تحصى والتي أسقطت على الجمهور العربي والفضائيات العربية بنسختها المعربة ومشاركيها العرب.

لكن البرنامج الذي لفت انتباه أكبر عدد ممكن من الجمهور والذي كان جديداً بفكرته وطريقة تقديمه هو برنامج النكات “لول” الذي تبثه فضائية الotv كل يوم أحد، فبالرغم من الحشود الواسعة التي تتابع البرامج الأخرى،

إلا أن لبرنامج “لول” جمهوره الخاص ونكهته الخاصة بالنسبة للجمهور، لأنه يطرح النكات ويبعث على الضحك والفكاهة والترفيه وهو الشيء الذي يفتقر إليه المواطن العربي والفلسطيني بشكل خاص في ظل كافة الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها.

لهذا فإنك ترى الجميع منكب على شاشة التلفاز مساء كل أحد يستمع لنكات ضيوف البرنامج، يسجلها البعض حتى يتمكن من سردها لاحقاً ويحفظها البعض الآخر في ذاكرته مستمتعاً بإعادة استذكارها بين الفينة والأخرى في اجتماع ودي للأصدقاء أو المقربين، فهل يعد هذا نعمة أم نقمة، وهل تجاوز لول حاجز الحياء فعلاً بنكاته أم أن ذلك يعد طبيعياً في المجتمع العربي؟

هشام حداد مقدم البرنامج يؤكد في حديث خاص لPNN أن فكرة “لول” ليست بالغريبة أو الشاذة لأن هذه النكات هي جزء أساسي من نسيج المجتمع ونشاطاته، فكانت الفكرة في الأساس نابعة من الرغبة في تبيان هذا الجانب من المجتمع في برنامج تلفزيوني ترفيهي يضفي الضحكات والمرح على وجوه جميع من يتابعه إذ يقول: “الفكرة بسيطة جداً تمثلت في البداية بأهداف ترفيهية بحتة دون التفكير في أهداف عميقة أو رسائل يتم ايصالها، فكان المرح ثم الضحك ثم الترفيه هو شعارنا الأساسي، لكننا بعد الانتقادات التي واجهت البرنامج وانتشاره الكبير أصبح لدينا هدف الكشف عن عورات المجتمع ومشاكله إضافة إلى عملية الترفيه التي بدأنا بها”.

ولم يقتصر الأمر على الترفيه أو النقد بل امتد إلى تمرير أفكار معينة تفيد المجتمع وتحذره من آفة معينة فيقول هشام: “حاولنا ايصال أفكار بسيطة من خلال البرنامج إحداها تمثل في ما تفعله المخدرات والحشيش في الإنسان وكيفية إفقادها لتوازن الشخص”.

وللبرنامج صدى واسع بين الجمهور العربي وهذا يفاجىء القائمين عليه أحياناً فكما يؤكد هشام: “عندما بدأنا بالبرنامج لم نتوقع هذا الكم الهائل من ردات الفعل سواء الايجابية أو السلبية والانتشار الواسع وإننا حتى الآن نفاجأ بكيفية استقبالنا في الدول العربية ومدى معرفة الناس بنا وحفظهم للنكات التي نتناولها في البرنامج، وهذا بالطبع شيء يفرحنا”.

وبالنسبة لجميع الانتقاد التي وجهت للبرنامج فلا يعتقد هشام أن لول قد اخترق حاجز الحياء لأن البرنامج -كما يقول- “لم يتجاوز بعد سقف الحرية التي يمنحنا إياها المجتمع اللبناني وبالتالي فإن الذي يحكى ضمن البرنامج لا يقل عن الذي يحكى في بيوتنا وضمن اجتماعاتنا اليومية لهذا فإن لول هو انعكاس عن المجتمع اللبناني ليس أكثر ولا أقل”.

بدورها تؤكد أرزة شدياق مقدمة البرنامج وذات الضحكة الشهيرة بصخبها وصوتها العالي أن فكرة لول كانت بهدف أن يتم تشكيل جلسة اعتيادية بحديث يومي يتم من خلاله التفريغ عن الهموم ونسيان المشاكل، فكانت النكات هي الحل الأنسب والطريقة الفضلى من أجل القيام بذلك.

وتحيي أرزة وهشام على حد سواء الجمهور الفلسطيني متمنين أن يكون البرنامج قد قد ساهم ولو لجزء بسيط في التخفيف عن معاناة الفلسطينيين وآلامهم اليومية فتقول أرزة: “أنا سعيدة جداً أننا استطعنا ايصال البسمة لشعب هو الأحوج لها في ظل جميع الظروف التي يعانيها” مشيرة إلى العدد  الهائل من الرسائل التي تصل البرنامج من فلسطين.

وتختم أرزة حديثها قائلة: “ما يميز لول أنه مجرد من كل شي، السياسية والمشاكل، فنحن لا نذكر الناس بأوجاعهم بتاتاً بل نحاول أن ننسيهم إياها”.

بدوره يرى محمد كيلاني من مدينة جنين أن برنامج لول قد حصد جمهوراً واسعاً بين اوساط الشباب الذين يتابعونه بشكل كبير حتى ان النكات التي ترد فيه يتكرر تداولها بين الناس، فترى الشباب يسردون النكات ذاتها صبيحة الإثنين التي يتداولها مقدمو البرنامج مساء الأحد.

أما فادي عبد ربه من مدينة بيت جالا فهو يتابع البرنامج ويعتقد انه مسل جداً ولا مشكلة لديه في متابعته، لكنه لا ينصح الاهالي بالسماح لأطفالهم بمشاهدته لانهم قد يتعرضون لسماع بعض الكلمات التي لا تليق بسنهم وقد ينتج عن ذلك تكرارها وهذا الامر بالنسبة له غير محبذ.

فادي بتريس من الناصرة يشير إلى انه قد مل البرامج السياسية والحوارية ويقول: “اننا نعيش في منطقة مشاكل ونحن بحاجة الى بعض الترفيه عن انفسنا، بغض النظر عن انه في بعض الأحيان تكون النكات التي يتم قولها من العيار الثقيل لكن هذا البرنامج له نسبه عالية من المشاهدين وانا ليس لدي مشكلة في ان اشاهد مثل تلك البرامج لكنني لست مواظبا عليه بشكل مستمر”.
 
وهذا رامز حنانيا من بيت لحم يقول: “اعتقد ان نسبة المشاهدة العالية للبرنامج جاءت من حب الناس للضحك والترفيه عن انفسهم واعتقد ان رغم النكات التي فيها بعض الكلمات النابية الا ان البرنامج يعتبر مقبولاً في اوساط الشباب”.

بدوره يؤكد بشار الطميزي من رام الله: “يقول نزار قباني لا عهر في الدنيا اقبح من عهر الدوله .. ولكني اقول لا يوجد اقبح من تعرية اللسان .. وهذا ما يبدو جليا في برنامج لول اللبناني .. والغريب في ذلك ان الجنوب فيه رجالاً وضعوا ارواحهم على راحاتهم مدافعين عن ارض لبنان .. وفي بيروت برنامج مثل لول يستبيح اي ممنوع وقمة في خدش الحياء العام.. فهل وصلنا الى مرحلة اللاحديث لنتحدث بمثل تلك النكات القبيحه؟؟”.
 
ويضيف الطميزي: “المخزي اكثر نسبة المشاهدين في فلسطين..هل شعب فلسطين المقاوم والثائر وصاحب القضيه صار الان من متابعي تلك البرامج.. لا يا عمي انا ارفض عسر الفكر وفقر التفكير وفلس العاطفه عندنا..اتمنى ان ينتبه شعبي الفلسطيني لمثل هكذا غزو”.

هذه بعض من آراء عديدة لا نستطيع حصرها وتبيانها هنا، لكنها متشابها في تعدديتها؛ فالبعض يحب البرنامج ولا يرى فيه أي خدش للحياء والبعض الآخر يتابعه لكنه لا يحبذ مشاهدته من قبل الأطفال لأنه يرى في مضمونه بعض الكلمات التي لا تليق بهم، والبعض لا يحبه ولا يتابعه .. ولكلّ رأيه، فما رأيك أنت؟

 
أضف تعليق

Posted by في ماي 19, 2010 بوصة منوعات

 

أضف تعليق