RSS

بخليط من 120 نبتة مختلفة… العطار أبو شهاب يعالج السرطان في مراحله المبكرة

24 مارس

saleh02
هبة لاما/خاص/PNN- في ذلك المحل الصغير الكائن في سوق البصل في مدينة نابلس، يقبع رجل ستيني يحوطه الزبائن من كل صوب وناحية؛ فترى هذا يسأل عن علاجٍ للسعالِ وآخر يطلبُ علاجاً لداء المفاصل وكلهم مقتنعون بنجاعة “خلطات الأعشاب” التي يقدمها لهم ويتدافعون للحصول عليها.

والغريب في الأمر أن هؤلاء الزبائن يأتون للمحل وفي أيديهم وصفات طبية وصور أشعة وأشياء أخرى تبين للناظر أنهم متجهون إلى صيدلية ما أو عيادة طبيب أو مستشفى، على خلاف محال العطارة الأخرى التي يكتفي عطّاروها بوصف دقيق من المريض عن الأعراض والحالة حتى يباشروا بوضع الخلطات وإعطاء العلاج.

هذا ما يميز العطار صالح أبو شهاب الذي قضى أربعةً وثلاثين عاماً في هذه المهنة التي باتت جزءاً من روحه وكيانه؛ فهو ليس بالعطار التقليدي الذي يبني خلطاته مستعيناً بالتجارب فقط، بل درس الهندسة الزراعية وأنهى دراساته العليا في التغذية من إحدى جامعات يوغوسلافيا، مما أتاح له فرصة أكبر في التعرف على المكونات الكيميائية للنباتات التي يستخدمها وتفاعلاتها المختلفة.

ما يقارب الأربعة آلاف نبتة يستخدمها أبو شهاب في تحضير وصفاته، يُحضر 20 بالمئة منها من فلسطين والباقي يأتيه من الخارج، فيعالج كافة أنواع الأمراض من أبسطها المتمثل بالسعال، حتى أعقدها المتمثل بالسرطان في حالاته المبكرة، لكنه يتبع طريقة مختلفة عن التي يتبعها العطارون التقليديون؛ فهو قبل كل شيء يستمع للمريض ثم يطلب منه تحاليلاً وصور أشعة بحسب ما يرتئيه مناسباً للوصف والحالة، فيقرأ هذه الصور ويحللها ويصف الدواء اللازم،

كما يستقبل وصفات الأطباء الذين يحولون المريض أحياناً إلى مختص أعشاب إذا ما استعصت الحالة، كأمراض القولون العصبي، أو إذا ما كان هناك أمر يمنع المريض من تعاطي الأدوية المحتوية على المواد الاصطناعية.

أبو شهاب يعتبر ما يقوم به جزءاً من الطب البديل الذي لا يتعارض مع الطب التقليدي وإنما يتكامل معه، فبينما يَستخدم الطب التقليدي الكيماويات التي لها أعراض جانبية، فإن طب النباتات لا يُدخل أي مادة اصطناعية للخلطات ويكتفي بكل شيء طبيعي، لهذا فإن دواء الأعشاب لا يصاحبه أعراض جانبية كالتي تصاحب الدواء الاعتيادي.

ولا يكتفي أبو شهاب بدراسته وحدها بل يقضي جل وقته في التجارب العملية التي قد تستغرق الكثير من الوقت والجهد والمال لكنها ضرورية من أجل تطوير المعرفة التي تُكتَسَب مع مرور الزمن وتراكم التجارب، لذلك فهو يدون كل نتيجة يخرج بها وتفاصيل العملية التي أخرجتها في دفتره الخاص وبخط يده إذ يقول: “دفتري الآن مليء بالوصفات والخلطات ونسبها الدقيقة وكيفية عملها لأنني اعتبر التدوين جزءاً من الحفاظ على ما أقوم به ومنعه من الاندثار، فالعلم هو تراكم التجارب العملية ومن دون ذلك لا شيء ينجح”.

لذلك فهو يسعى دائماً إلى إبقاء أولاده بجانبه كي يتعلموا سر المهنة ويحافظوا عليها من الاندثار، فيلقنهم المعرفة ذرة ذرة، حرصاً منه على الحفاظ على ما قام به من مجهود خلال أكثر من ثلاثين عاماً مضى… فهذا المحل الصغير الذي يستقبل الزبائن من كافة أنحاء فلسطين لن يقفل في وجه محتاجيه ومرضاه، إذ لم تتوقف شهرة أبو شهاب عند زبائن سوق البصل فحسب وإنما تجاوزتها إلى ما هو أبعد من ذلك؛ فها هو يصدّر خلطاته للدول العربية كالأردن والسعودية والإمارات خاصة المتعلقة بعلاج السرطان: “هناك بعض أنواع من السرطانات التي تشفى باستعمال الأعشاب إذا ما كانت في مراحلها الأولى ولم تتفش في جسم الإنسان بعد؛ فأنا أستخدم أحياناً 120 نبتة في تفاعلات لعلاج نوع معين منها يتناوله المريض صباحاً ومساءً ويقوم بقتل الخلايا المصابة والتخلص منها”.

هذه هي حكاية أبو شهاب… العطار ذو المعرفة العلمية والخبرة الطويلة، صاحب ذاك المحل الصغير المكتظ بالزائرين والمراجعين الذي يقصدون سوق البصل في مدينة نابلس خصيصاً لعلاجٍ أو دواءٍ خال من الكيماويات والمواد الاصطناعية، فكما يقولون فإن “النباتات إن لم تنفع، فهي لن تضر”.

saleh04

 

أضف تعليق