RSS

لم يسعفه الوقت ليرى أعماله تعرض.. يعقوب إسماعيل الغائب الوحيد في معرضه

07 مارس

yakoob1
هبة لاما/خاص/PNN- من الجميل أن يحظى أي فنان بفرصة عرض أعماله في مهرجان خاص به يتمتع خلاله بردات فعل جمهوره وانتقاداتهم له وإثنائهم لأعماله، فيمشي متبختراً محاطاً بلوحاته التي هي نتاج روحه وثنايا نفسه، مفتخراً بها لأنها جزء منه ومعبرة عما كان يجول في خاطره في لحظة من اللحظات. في المقابل فإن من المحزن أن لا يتمكن هذا الفنان من رؤية لوحاته تستقبل زائريها.

هذا حال الفنان الفلسطيني المقدسي الأصل يعقوب إسماعيل؛ فقبل أن يرى معرضه الأول النور، غيَّبه الموت في 16/9/2008 عن عمر يناهز الخمسين عاما بعد صراع مع المرض استمر ستة أشهر، وقد نُظم معرضه الأول في الذكرى السنوية لوفاته وها نحن الآن أمام المعرض الثاني بعنوان “لذكراه” الذي يقام في دار الندوة الدولية في بيت لحم حتى ال30 من آذار 2009 كما يحدثنا جريس أبو غنام الناطق الإعلامي باسم مجموعة ديار.

خمسون لوحة مختلفة تتحدث كل واحدة منها عن مكنونات الإنسان ومشاعره بطريقة مختلفة عن الأخرى وغير مباشرة، تقبع هذه اللوحات في إحدى قاعات “دار الندوة” بصمت مطلق كأنها تشعر باليتم لغياب صاحبها ومبدعها الذي لم يتسنَّ له أن يعايش لحظة تألق لوحالته على حائط أمام جمهور لمرة واحدة في حياته، لأن الموت لم يمهله سنة أخرى للقاء جمهوره ومحبيه.

من هنا جاءت فكرة تنظيم هذا المعرض وسابقه -كما تسرد زوجة الراحل نينا عطاالله بحزن- فهو لذكراه وتخليداً لاسمه وفنه ورسوماته إذ يحتوي على نوعين من الأعمال يتمثل الأول في اللوحات الكبيرة المرسومة على الكلكل وأخرى صغيرة مرسومة بألوان الماء.

اللوحات هذه سواء الكبيرة أم الصغيرة تعبر جميعها عن جوانب نفسية من شخصية الإنسان كالفرح والحزن والاحساس بالحرية وما إلى ذلك بطرق متعددة وغير مباشرة كاستخدام الطيور للتعبير عن الحرية مثلاً وهذا ما يميز أعمال يعقوب إسماعيل الذي عبر عن مكنونات نفسه بطرق عديدة وغير محصورة بالمكان والزمان.

وبما أن المسرحي يعقوب إسماعيل لم يكن يطرح نفسه كرسام فإن جانباً من رسوماته بقيت سرية لم ترها سوى زوجته وبعضها الآخر رآها جزء من أصدقائه فقط لذلك فإن هذه اللوحات المعروضة كانت بمثابة المفاجئة بالنسبة للجمهور، فما عرض ويعرض حالياً هو جديد كل الجدة بالنسبة لمحبي الرسم وعشاقه.

هذا هو المعرض الذي عقد في غياب صاحبه ومبدعه؛ فعادة ينتظر الفنان ردات فعل الزائرين إلا أن يعقوب كان قد رحل قبل أن يتمتع بذلك الإحساس الذي يشعر به كل رسام على وجه البسيطة فتقول زوجته: “لو أن يعقوب حاضر معنا الآن لكان قد بدا في غاية الفرح والافتخار برؤية لوحاته تعرض للجمهور ولكان حتماً تقبل كل كلمة قيلت فيها سواء إيجابية أم سلبية”.

فهو ذلك الفنان الذي تنوعت مواهبه؛ فمن ميوله المسرحية إلى رغبته في الكتابة والشعر -كما تؤكد نانسي سلسع منظمة المعرض والمشرفة المسؤولة- فللفنان ديوانا شعر بعنوان “أغنيات في جرح الانتفاضة” و”قمر كانون” ناهيك عن إبداعاته في الرسم ولوحاته التي عرضت حتى الآن في مناسبتين وكانتا في ذكراه ولتخليد فنه.

وهكذا… كان يعقوب إسماعيل هو وحده المتغيب عن معرضه الذي كان معرض الخمسين لوحة والفنان الراحل.

 

الأوسمة:

أضف تعليق