RSS

هل للموت نكهة خاصة تجعله يتصدر المراتب الأولى في جوائز التصوير العالمية؟

14 فيفري

baba1

هبة لاما/خاص/PNN- لعل في الألم والموت والمعاناة جمالية ما تجعلها تنتزع الجوائز الأولى في المسابقات الإعلامية التي تنظمها أكبر المؤسسات العالمية المختصة بالإعلام والصحافة والتصوير، فلا تكاد ترى هذه المؤسسات صورة طفل ميت أو رجل جريح أو طفلة تبكي أهلها أو بيت مهدوم إلا وتجعلها تتصدر أبرز المراتب الإعلامية، في حين أن جل ما يريده هؤلاء المنكوبون هو العدالة والإنسانية ليس أكثر ولا أقل.

إذ لطالما حصل المصورون الفلسطينيون على جوائز متعددة جراء التقاطهم صوراً تمثل المعاناة الفلسطينية كان آخرها القصة الصحفية المصورة لمحمد البابا الذي حصل على المرتبة الثالثة في مسابقة الWorld Press Photo عن توثيقه لعمليات قصف مدرسة الأنروا بالفوسفور الأبيض في اليوم الحادي والعشرين من الحرب على غزة بجميع تفاصيلها المؤلمة المتمثلة باستشهاد أم وطفليها وحرق الصفوف بالكامل والأدوات المدرسية.

وربما أن مثل هذه الصور والقصص التي أخذت في لحظات موت أو ألم، توثق الجرائم التي ارتكبت في حق الفلسطينيين الذين ينتظرون كلمة حق توقف هذه المعاناة إلى الأبد وليسوا بحاجة إلى جوائز أو مراتب في هذه المسابقات الإعلامية الدولية.

إلا أن أهمية هذه المسابقات تكمن في نشر هذه الصور إلى العالم أجمع ليروا ما حصل بالفعل وليس ما يراد لهم أن يعرفوه وما تنشره ماكنة الدعاية الإسرائيلية عبر وسائل إعلامها والوسائل الإعلامية العالمية المتواطئة مع روايتها للأحداث.

إذ يؤكد محمد البابا في لقاء به أن قصته المصورة للمدرسة المنكوبة سوف تعرض في معرض دولي يضم أفضل الأعمال والذي يزوره الآلاف يومياً إضافة إلى ظهورها في الكتاب المصور الذي تعده مؤسسة تومسون الإعلامية تحت اسم “غزة”.

إلا أن البابا الذي فاز بعدة جوائز دولية سابقة يمتزج شعوره بالفرحة واليأس معاً لأنه بالرغم من أن هؤلاء الضحايا قد وصلت معاناتهم إلى العالم إلا أنهم قد غابوا عن الحياة نهائياً فيما يستمر الحصار والقتل والتدمير دون توقف.

لهذا فهو يهدي فوزه إلى جميع ضحايا صوره؛ موتى أو أحياء لأنهم الأبطال الحقيقيين للصور التي التقطها وهو لم يفعل شيئاً سوى توثيق معاناتهم.

 

أضف تعليق