RSS

فتاة صيانة الخلويات.. هبة القاق تتحدى عالم الرجال وتبرع فيه

20 جانفي

hiba1

هبة لاما/خاص/PNN- لا تكاد تدخل معرض “فودافون” لتصليح وبيع الخلويات في مدينة رام الله عمارة الإسراء، حتى تصاب بالدهشة لرؤيتك فتاة في مقتبل العمر تتصدر عملية تصليح الأجهزة الخلوية للزبائن، فتراها تحمل أدواتها الخاصة وتعمل بكل تركيز في تلك الشيئيات الصغيرة والدقيقة المتواجدة في قلب الخليوي فتفككها وتعيدها إلى مكانها ومعالم الثقة بادية على وجهها وكأنها خلقت لتقوم بهذا العمل.

هي ليست بالفتاة الخارقة وإنما تصميمها على ما تحبه جعلها تتحدى جميع الظروف المحيطة وتحقق حلمها؛ فبالرغم من كونها فتاة القرية المحافظة استطاعت هبة القاق أن تدرس دبلوم اتصالات وإذاعة صوت وصيانة أجهزة خلوية في الاتحاد اللوثري في رام الله بعد أن رفض والدها أن تدرس ميكانيكا سيارات بقوله: “الميكانيكيا هي مهنة الرجال ولا دخل للنساء بها”.

وبالفعل فإنها تخلت عن فكرة الميكانيكا واختارت شيئاً شبيهاً بها إذ لطالما أحبت تفكيك الأشياء وإصلاحها وإعادتها إلى مكانها فقالت لنفسها: “ما دام والدي يرفض الميكانيكا فسأختار الاتصالات وبدلاً من أن أقوم بتصليح السيارات فسأقوم بتصليح الأجهزة الخلوية”.
وهكذا دخلت هبة هذا المجال بتشجيع من والدتها التي أقنعت والدها وجعلته يتقبل فكرة دراسة ابنته لدبلوم صناعي أولاً والعمل في هذا المجال ثانياً؛ فأخذت هبة على عاتقها إثبات نفسها وقدرتها لجميع من كانوا يشككون بقدراتها في هذا المجال فعملت جاهدة لتحقيق هدفها والنجاح في عملها.

فهي منذ 3 سنوات تعمل في ذاك المحل الواقع في عمارة الإسراء في رام الله “فودافون” وهو محل لبيع وتصليح الأجهزة الخلوية، فترى الزبائن يتوافدون لإصلاح أجهزتهم وقد اعتادوا على تلك الفتاة التي تتقن عملها فأصبحوا يترددون عليها كلما وقع ضرر ما لخليوياتهم ويرفضون اللجوء لغيرها.

وبلا شك فإن هذه المهنة ليست بالسهلة على فتاة من أسرة قروية محافظة في مجتمع لا يزال غير متقبل لفتيات يصلحن الأجهزة الألكترونية مثلهن مثل الرجال لذلك فإن هبة واجهت نظرات الاندهاش من زبائن يصعقون عندما يرونها ممسكنة بعدة التصليح ومنهمكة في عملها: “مضت 3 سنوات ولا يزال الناس يدهشون لرؤيتي أعمل هذه المهنة فيتساءلون أكثر من مرة إذا ما كنت حقاً أصلح الأجهزة وحدي أم أن أحداً يساعدني في ذلك ولا يصدقون إلا بعد أن أقوم بتصليح أجهزتهم أمام أعينهم”.

فهي أول فتاة تقوم بهذا العمل الذي يصفه البعض “بالرجالي” أي الخاص بالرجال وتؤكد أنه لا وجود لمهن خاصة بجنس دون غيره، فما دام الإنسان قادراً على إنجاز العمل وتحقيق الهدف منه فهو أهل له لأن الفعل هو المقياس دائماً.

وها هي هبة القاق الفتاة التي رفض والدها أن تدرس الميكانيكا في البداية تبدأ بإقناع من حولها بانتمائها لمهنة لطالما احتكرها الرجال: “بدأ والدي بالاقتناع شيئاً فشيئاً ففي البداية كان من المستحيل بالنسبة له أن أدرس في معهد صناعي ثم تقبل الفكرة بصعوبة رافضاً أن أعمل في هذا المجال، فقد كان يقول لي دائماً (كل ما آتي على المحل أراك متحوطة بمجموعة من الرجال، هذا الكلام غير مجد وأنا أمانع ذلك) إلا أنه عاود واقتنع بصعوبة”.

وهكذا بدأ والد هبة يتقبل الأمر شيئاً فشيئاً: “في يوم العيد كنت أعاني من ضغط شديد من الزبائن فأتى والدي وعرض علي المساعدة في بيع الأجهزة، وهذا طبعاً أفرحني وجعلني أقف عاجزة أما تحول موقفه وثقته بي”.

لذلك فإن هبة تنصح كل فتاة بالمضي قدماً لتحقيق حلمها: “لا يجوز لأي فتاة أن تضع حواجز أمام نفسها وتقنع نفسها أنها غير قادرة على إنجاز العمل، لا ضير من التجربة حتى لو فشلت، لأن الفشل ليس عيباً فيكفيها شرفاً أنها حاولت فالمحاولة خير من عدمها”.

وتتمنى هبة القاق فتاة صيانة الخلويات أن تملك مشروعها الخاص في المستقبل وهذا ما تسعى لتحقيقه بكل جهد تملكه.

hiba23

 
4 تعليقات

Posted by في جانفي 20, 2010 بوصة منوعات, إبداعات فلسطينية

 

4 responses to “فتاة صيانة الخلويات.. هبة القاق تتحدى عالم الرجال وتبرع فيه

  1. arts2

    جوان 5, 2010 at 5:03 ص

    الله يوفقك استمري فالحياة مدرسة

     
  2. نضال فلسطين

    جويلية 13, 2010 at 1:24 م

    كل الاحترام ..تمنياتي لها بالتوفيق…انها فلسطينيه..الى الامام

     
  3. 0599278096 محمد جيتاوي

    نوفمبر 29, 2010 at 6:00 ص

    كل الاحترام لكل بنات فلسطين المناضلات وانشاء الله بتوفيق والتقدم والله انا اخذت الدوره وما لقيت شغل بس البنات طواله بيتوضفن

     
  4. اردني حر

    ديسمبر 28, 2010 at 1:28 م

    ممكن تعملي بالاردن انا صاحب محلات صيانه واذا نك بارعه يمكن ان نعمل سويا وهاد رقمي 00962777792216

     

أضف تعليق