هبة لاما/PNN- كغيره من المواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون بجانب الجدار، تعرض المواطن رزق صلاح من بلدة الخضر لهدم منزله للمرة الثانية على التوالي من قبل جرافات الاحتلال بحجة عدم وجود ترخيص للبيت وأنه مخالف للقوانين مما يستدعي هدمه.
ويقطن البيت الذي هدم تسعة أفراد منهم من الأطفال ينتظرون بفارغ الصبر عودة غرفهم وبيتهم على ما كان عليه قبل أن تقوم جرافات الاحتلال بهدم أحلامهم البريئة، فهذا يسأل عن أغراضه المفقودة وذاك يسأل عن ألعابه ودفاتره المدرسية وآخر يبحث عن أقلامه وحقيبته.
إعادة البناء
بدأت مجموعة من المتطوعين الأجانب بالتعاون مع مؤسسة هولي لاند ترست بإعادة بناء بيت رزق صلاح منذ الأول من تموز لعام 2009 حيث سيتم ذلك بمشاركة خمس متطوعين يمولون البناء ويعملون بأيادهم وجهودهم في سبيل إعادة الفرح إلى وجوه الأطفال الذين حرموا من الشعور بالأمان والاستقرار في منزل يؤويهم ويضمهم.
ويحدثنا رب الأسرة رزق صلاح معرباً عن فرحته بإعادة بناء منزله قائلاً: “نحن عائلة مستورة لا نؤذي أحداً ولا نتبلى على أحد، كما أننا لسنا إرهابيون كما يدعون، وأنا احترم كثيراً هؤلاء المتطوعين الأجانب الذين أتوا من بلدانهم البعيدة حتى يساندوني ويعيدون إعمار منزلي بسواعدهم وأموالهم بالرغم من الدعاية الإسرائيلية التي يطلقوها علينا نحن الفلسطينيين”.
ويؤكد منسق المشروع مروان فرارجة في حديثه للPNN أن البناء قد بدأ بالفعل حيث تم وضع الأساسات وتجهيز الأرضية ورفع الشمع، بحيث سيتم “العقد” قريباً مما سيسمح للعائلة بإعادة السكن في المنزل.
ويشيد مروان بعمل المتطوعين الأجانب الذين يكدون طوال النهار في الحر دون أخذ أي استراحة في سبيل إنهاء الإعمار مؤكداً أنهم في غاية الالتزام لإعادة العائلة لبيتها في أسرع وقت ممكن.
ويؤكد مروان أن أهمية المشروع تأتي من اشتراك هؤلاء المتطوعين الذين يعتبرون رسلاً للقضية الفلسطينية للخارج إذ يقول: “عندما يقضي هؤلاء 15 يوماً مع العائلة المنكوبة ويتعرفون على أفرادها جيداً فإنهم يكتشفون أن ما يدعيه الإسرائيليون من أكاذيب عن الإرهاب وعلاقته بالفلسطينيين هو مجرد وهم لا يتعدى كونه دعاية إعلامية تطلقها إسرائيل في العالم الخارجي لتبرر أفعالها وبالتالي فإن قدوم المتطوعين ومعايشتهم للواقع الفلسطينيين يكشف الكثير من الحقائق الغائبة”.
ويختم فرارجة إلى أن هدفنا لا بد أن يكون الشعوب لأن الدول تقف بجانب إسرائيل فما علينا فعله هو التأثير في شعوب هذه الدول وإقناعهم بأنا لسنا إرهابيون بل إننا شعب يحب الحياة والعيش بسلام واستقرار على عكس ما يدعون.